تقرير : نادرة شحادة
تصوير سلام ذياب
افتتحت جمعية ابداع يوم الجمعة 19/1/2024 معرضاً مميزاً للفنانة خزيمة حامد بعنوان ” تكوينات بالأزرق ” تحت رعاية رئيس المجلس المحلي المحامي شادي شويري . وقد قام بتنظيم المعرض الفنان إبراهيم حجازي . شمل المعرض لوحات بالفن التجريدي السوريالي الرمزي , وقد غلب على لوحاتها اللونان الأزرق والأخضر ممزوجان بطريقة فنية إبداعية تشد المتلقي .حاولت من خلال لوحاتها التعبير عن كل ما يجول في خاطرها من أفكار ومشاعر وأحاسيس .
وقد غصت القاعة بالحاضرين من مختلف القرى والمدن في البلاد من معارف وأصدقاء واقارب وفنانين الأمر الذي أثلج صدرها وأبهج قلبها وروحها .
افتتح المعرض عريف الإفتتاح الأستاذ عبد الخالق أسدي بكلمة ترحيبية قال فيها :
الحضور الكريم مع حفظ الألقاب والمناصب رئيس الجمعية الأخ أبو نايف جورج توما , أعضاء الإدارة أبو الراغب شوقي خوري أبو جهاد أحمد متاني , منظم المعرض الفنان إبراهيم حجازي , الفنانون الفنانات صاحبة المعرض الفنانة خزيمة حامد .ضمن برامجنا في ابداع بإقامة المعارض الفنية على مدار السنة التي يشرف عليها مركّز الفعاليات الفنان إيليا بعيني تقيم الفنانة خزيمة حامد هذا المعرض الجميل تحت عنوان ” تكوينات بالأزرق ” تنظيم الفنان الاستاذ إبراهيم حجازي . تسمية المعرض بهذا الأسم باللون الأزرق له دلالات كثيرة في نفسية خزيمة بأسلوب تحريري رمزي يعبر عن أنواع الفن وعن شعورها الخاص الذي يعكس شخصيتها وتكوينها الإنساني وعن الطاقة باللاوعي عندها وتعبيراً عن قضايا إنسانية واجتماعية يومية تهز مشاعرها وتجعلها ترسم بهذا اللون الذي يبعث الراحة في نفسها ولربما تريد نقل هذه المشاعر للآخرين .
لخزيمة طاقات أخرى في التنمية البشرية والعلاج بالألوان والمساج بالحجارة والرياضة وعلاج بالسمع والبصر ومدربة لليوغا . لك منا يا خزيمة خالص التقدير والاحترام لأنك تملكين طاقات إبداعية متعددة الجوانب .
ثم تحدث الأستاذ جورج توما رئيس جمعية ابداع قائلاً :
حضرات الضيوف الكرام مع حفظ الألقاب
اخواني أعضاء الهيئة الإدارية والفنية المحترمين
نجتمع اليوم تكريماً للفنانة خزيمة حامد عضو جمعية ابداع منذ سنوات عديدة حيث تعتبر من الفنانت التشكيليات القديرات في وسطنا العربي . وقد ساهمت منذ سنوات في نشاطها الفني في الرسم والنحت والنشاطات الثقافية والفنية والمعالجة عن طريق الفن واللوان والرياضة للصغار والكبار وكذلك العلاج بالشمع والحجامة والمساج واليوغا للضحك .
تعمل في عدة مدارس ومؤسسات في البلاد وتعتبر من مؤسسي جمعية الناصرة للفنون بالإضافة الى عضويتها في جمعية ابداع في كفرياسيف . شاركت في عدة معارض في البلاد والخارج .
قامت بتنظيم معارض في جاليري محمود درويش في الناصرة وفي مهرجان الرسم والمعرض الجماعي في جنين واقامت معارض فردية في جاليري ابداع وفي مشمار هعيمق وفي المركز الثقافي في الناصرة . وقان بعض الفنانين المعروفين بتنظيم معارضها كالفنان إبراهيم حجازي الذي نظم لها عدة معارض فردية وجماعية وكذلك الفنان يوسف الياس وايليا بعيني واسامة سعيد .
الفنانة خزيمة نشيطة وانتاجها الفني غزير ولا تألُ جهداً عن الاستكمال الفني المتواصل في الجامعات والكليات الفنية والمشاركة في المعارض في شتى انحاء البلاد وخارجها .
خزيمة تحب الحياة وتحب الآخرين ونكن لها كل الاحترام وعندها من الادراك ما يجعلها محبوبة من الآخرين من الفنانين والمعارف بالإضافة الى علاقتها الطيبة مع أهلها وأقاربها والمسؤولين في جمعية ابداع
نتمنى للاخت الفنانة خزيمة الاستمرار في نشاطها ونشكرها على تبرعها المجاني للفعالية الفنية التي أشرفت عليها في اللقاء السنوي لفناني ابداع في قاعة بعلبك . أطال الله في عمرها وأعطاها الصحة والعافية ومزيداً من الإنتاج والإبداع .
كما تحدث منظم المعرض الفنان ابراهيم حجازي بكلمة قال فيها :
تكوينات جاءت من مفرد تكوين أي الشكل المركّب من مزيج الألوان , هنالك الشكل الهندسي المنتظم والشكل الهندسي الغير منتظم الإيمورفي . استخدمت الفنانة في لوحاتها الشكل الإيمورفي في بناء تكوينات تعبيرية تميل الى التجريد والرمزية .
تسعى الفنانة الى استحضار الشكل من بيئتها الطبيعية ثم تحويله الى تكوين يداعب الأزرق والأخضر في حالة تأمل جديدة لاستكشاف عناصر فنية ذات قيمة جمالية . وهذا يذكرني
GREEN and blue it must be tow بمقولة
لأستاذي في أكاديمية بتسالئيل الفنان المرحوم البروفيسور أرثور جولدراينج في موضوع علم الألوان والتصميم .
إن الديناميكية الإندفاعية في لوحات الفنانة خزيمة تعطي زخماً في التحرر من الصور التقليدية والاهتمام بالجانب الحسّي البصري الموسيقي .
في الإيحاء الرمزي للذات الواعية تكمن كل الرغبات والانفعالات مخرّج بطلاقة وعفوية مناهضة للمالوف بحثاً عن رموز خاصة بالفنانة من خلال تحريف الشكال وأبعادها عن أصولها , إنها تجربة جيدة في بناء هوية خاصة بالفنانة .
ان الغاية المثلى للفن ليست نقلاً للشكل الخارجي وإنما تعبير عن الإحساس الذاتي للفنانة , ففي الأعماق غير المكتشفة نبع لا ينضب إلّا اذا أمكن الوصول اليه .
هناك رباط سحري نسجته يد الفنانة بين اللون والشكل يعكس رؤيا خاصة , تحاول من خلاله التعبير عن وجود الحاضر ولكنها تمثل عالماً من الوجود الغريب المستمر في ذهن الفنانة .
في هذا المعرض نلاحظ ثلاثة أساليب تميز أعمال الفنانة خزيمة :
1.الأسلوب التعبيري التجريدي وتأثرها بالفنان الأمريكي الشهير جاكسون بوبوك والفنان جيسبار جونس في استخدامها الحركة اللاإرادية وضربات الفرشاه التلقائية بدافع المتعة .
2. الأسلوب التعبيري الوحشي : متاثرة بالفنان الفرنسي هنري ماتيس في رسم بورتريهات أو شخوص وتحويرها بأشكال إمورفيت دائرية يغلب عليها طابع الغموض والضبابية .
3. مرحلة البحث عن الرمز من خلال توظيف وحدات زخرفية رمزية وتكرارها في خلق نظام يساهم في العملية الإبداعية .
وأخيراً نتمنى للأخت خزيمة المزيد من الإبداع والنجاح في معارض مستقبلية .
وتحدث أيضاً الدكتور منير توما عن المعرض بإيجاز عن الرؤى الفكرية والرمزية التي أوحت بها اللوحات من خلال الألوان نظرة سوريالية تعكس ما وراء الواقع خصوصاً ما تكلم عنه الدكتور منير فيما يتعلق بمعاني الألوان الرمزية وبالتحديد طغيان اللون الأزرق المصاحب للون الأخضر باعتبار أن اللون الأزرق يرمز في سياق لوحات المعرض الى الصدق والحدس والهدوء والطمأنينة والروحانية والحكمة والتعقل , بينما يشير اللون الأخضر الى الحياة , والنمو والتكامل الروحي , والأمل , والحرية , والربيع والبراءة والثقة . وكل ذلك تمثّل في سياق عرض اللوحات .
ثم تحدث د. سمير عثمان الإختصاصي النفسي فيما يتعلق بالرمزية اللونية التي تعكس سياق ما ورد في اللوحات وركّز على العامل النفسي الذي يعتمل في الذات البشرية والإيحاءات التي تتمثّل في الانعكاسات النفسية على الجانب الفني مما جعل المبدعة الفنانة خزيمة حامد تشعر بكثير من الارتياح على ما ابداه المحللان الفنيان من نقدٍ بناء يشير الى الموضوعية والذاتية في آنٍ واحد .
وأختتمت الفنانة خزيمة معرضها بكلمتها قائلة ً:
من المعروف أن الإبداع يساعد على التفريغ والتعبير عن المشاعر , وتوصيل صورة فنية تعبيرية إبداعية للمتلقي .
وقد عبّر بعض المتذوقين والمختصين بالفن أن لوحاتي إيجابيه بمفهومها الفني التعبيري فهي تعبّر عن قضايا الحياة , عن الإنسانية بكل مضامينها مما دفعني الى الإستمرار بالبحث بالفن والتعمق أكثر بمسيرتي الفنية .
وأن أبتكر كل ما هو جديد ليمثلني كإنسانة وكفنانة , فبالفن نلتقي ونرتقي .
والفن هو بالنسبة لي عملية اكتشاف وبحث عن الحقيقة وسر الحياة , وإيجاد حلول تفكيرية لقضايا فكرية معقدة وتذويت الحس الجمالي .
وفي هذه المناسبة السعيدة أودّ أن أتقدم بالشكر الجزيل الى إدارة إبداع الممثلة برئيسها الأستاذ جورج توما وأعضاء الهيئة الإدارية السيد شوقي خوري , الشيخ محمد رمال , الأستاذ عبد الخالق أسدي على كلمته وعرافته الرائعة لمعرضي , والمهندس أحمد متاني على حضورهم ودعمهم المادي والمعنوي في تحضيرات المعرض .
كما أتقدم بالشكر الى الفنان الأستاذ إبراهيم حجازي على تنظيم المعرض والذي ساعدني ورافقني في كل خطوة وخطوة من أجل إنجاح معرضي هذا .
والشكر موصول أيضاً الى الفنان إيليا بعيني مركّز الفعاليات على تشجيعي لعمل المعرض وترتيب تاريخ لمعرضي , وللفنان سلام ذياب على تصوير لوحاتي , ولا أنسى السكرتيرة نادرة شحادة على مساعدتها في كل ما يلزم المعرض من ترتيبات وتحضيرات , ولجميع زملائي فناني ابداع .
وشكر خاص أيضاً للمتحدثين د. منير توما والدكتور سميرعثمان مدير كلية ريد في سخنين على كلماتهم الرائعة والمشجعة .
ولجميع الحاضرين الذين أتوا من كل حدبٍ وصوب لكي يشاركوني في افتتاح المعرض .
لكم مني جميعاً أجمل تحية وأطيب الأوقات ..