تصوير : سلام ذياب
تقرير : نادرة شحادة
نظمت صالة جمعية ابداع يوم السبت 16/7/2022 أمسية شعرية تكريمية للبروفيسور سمير نايف توما ابن قرية كفرياسيف البار بمناسبة صدور مجموعته الشعرية ” قصائد من بلاد المهجر ” بحضور واسع وكبير من الشعراء والكتاب والفنانين ورجال الدين وشخصيات ثقافية إجتماعية رسمية معروفة . تحت رعاية رئيس المجلس المحلي المحامي شادي شويري .
البروفيسور سمير توما طبيب مختص وباحث متميز بعلاج الكلى وأبحاثه هذه منحته جائزة الباحث المتميز وارسله كممثل الجمعية الوطنية لعلماء الكلى في إسرائيل الى المؤتمر الرابع فينسيا / إيطاليا . وقد سافر الى أمريكا لكي يكمل أبحاثه العلمية ومن هناك انتقل الى جامعة بيلر وجامعة تكساس في هيوستن كبروفيسور وباحث في اكبر مجمع طبي في العالم . وبسبب إنجازاته العلمية حاز على شهادات تقدير بادراج اسمه في كتاب مشاهير العلماء في العلم والتكنولوجيا وفي مشاهير الشخصيات في العالم , كما انتخب عضواً في أكاديمية العلوم في نيويورك .
أحب البروفيسور سمير كتابة الشعر فهذه هوايته منذ أيام المراهقة لكنه اهملها بسبب انشغاله في تعلم موضوع الطب في الجامعة العبرية بالقدس . ولكنه عاد لكتابة الشعر بعد خروجه للتقاعد فأصدر مؤخراً مجموعته الشعرية بعنوان ” قصائد من بلاد المهجر ” يتناول فيها مواضيع شتى ممزوجة بطعم الحنين والشوق الى الوطن .
افتتح الأمسية العريف الأستاذ عبد الخالق اسدي مرحباً بالحضور قائلاً :
احترت أيها الاخوة والاخوات من اين اتناول الحديث عن ضيف هذه الأمسية العطرة التي شوقتني الكتابة عنه رجعت بي الذاكرة الى الوراء وطافت قي سماء الذكريات من الماضي البعيد القريب وعدت الى الزمن الغابر من سنوات الخمسينيات من القرن الماضي أي ما يقارب ال 67 عاما .ماذا اكتب عن هذه الشخصية المميزة ذات الشهرة المحلية والعالمية هل اكتب عن سمير توما الطالب الذي عرفته من مدرسة يني الثانوية عام 1955 دخلت الصف التاسع وكان هو في الصف الحادي عشر وكان مع نخبة مميزة من الطلاب المتفوقين في العلم والدراسة يتحلون بأخلاق عالية وهدوء واتزان وكانت هذه الفترة الذهبية لمدرسة يني الثانوية ولكفرياسيف بلد العلم والثقافة والوعي السياسي والحس الوطني الأصيل والحزب الشيوعي .
كان مع الدكتور سمير نخبة مميزة من طلبة العلم من كفرياسيف والقرى المجاورة الذين تبوأوا مناصب عالية في شتى ميادين الحياة اعتزت بهم كفرياسف واعتزوا بها اذكر منهم من كفرياسيف الاخوة الدكتور موسى كريني ,القس شحادة شحادة ,الأستاذ ميخائيل بولس , الأستاذ نسيب طعمة الأستاذ وجيه الحاج , الأستاذ جهاد الحاج , الأستاذ إسكندر نعمان ,الأستاذ عطا درويش, والأستاذ محمود إبراهيم شحادة ,والأستاذ نبيه نجيب دله , والاستاذ علي الاسدي دير الأسد مدير المعارف السابق محمد احمد قيس , صالح حمد سعيد نحف , نافع ذياب طمرة , ليا جميل ناصر كفرسميع رحمهم الله واطال في اعمار السادة الأستاذ خليل العاصي, المحامي محمد ميعاري , الدكتور حسن امون الأستاذ قاسم علي الشيخ الاسدي والمختار احمد علي الطه الاسدي اطال الله في أعمارهم جميعا . كنت محظوظا لأني عايشت هذه الكوكبة من الطلاب خلال سنتين تعلمت الكثير الكثير منهم .
تعلمت مع نخبة من الطلاب أولاد صفي لأربع سنوات في الثانوية شاعر فلسطين محمود درويش والكاتب والشاعر سالم جبران واطال الله في اعمارهما الكاتب المشهور محمد علي طه والكاتب البارع نمر نمر والأصدقاء الأستاذ نمر نجار سليمان كريني , سليمان العاصي, القاضي هاشم خطيب ,ابراهيم اسدي, احمد عبد الفتاح خليل زهراوي ,عبد الرحمن محمد سعيد, محمد حسن شغري نايف نجيب أبو سمرة ) .
لقد حنيت للماضي وشططت في ارجائه لأفيق من صحوتي واعود لأكمل الحديث عن عريس هذه الأمسية هل اتحدث عن سمير توما الطالب الذكي المتفوق في الثانوية وخاصة في المواضيع العلمية هل اتحدث عن الطالب الجامعي في جامعة القدس وكان القبول لقسم الطب فقط للطلاب المتفوقين وكان الدكتور سمير والدكتور حسن امون من أوائل الطلاب العرب الذين درسوا مهنة الطب وبتفوق بالجامعة العبرية والتخصص في موضوع الكلى والمجاري البولية ام اتحدث عن سمير توما الانسان الهادئ المثقف المتواضع الرزين المتزن في تصرفاته ولبسه واناقته بنظارته التي خبأت وراءها شخصية ذكية بعيدة النظر وعميقة التطلعات ام اكتب عن الدكتور سمير الذي استطاع ان يجمع بين الفكر العلمي والأبحاث الطبية والمشاعر والاحاسيس الشعرية طبيب يداوي الجسد وشاعر يداوي الروح فقلت في نفسي هل من يعالج الجسد يعالج النفس فتذكرت بسرعة شاعرنا مرهف الحس الذي جمع بين الطب والفن التشكيلي وفن الشعر وكلها فنون في عالم الانسان الدكتور الفنا ن الشاعر سليم مخولي رحمه الله . والاهم من ذلك لم اكن أتوقع ان شاعرنا العزيز الدكتور الكبير الذي فاقت عماله في الأبحاث الطبية والعلمية حدود الوطن تجاوزها الى دول أوروبا واستقر به المقام في الولايات المتحدة الامريكية ليقيم مركزا طبيا حديثا للبحوث الحديثة والعلاج بدء ابحاثه من جامعة القدس الى الولايات المتحدة ليندرج اسمه في كتاب مشاهير العلماء في العلم والتكنولوجيا ومن مشاهير الشخصيات في العالم وحصل على جوائز عديدة لا بحاثة العلمية. كتب الدكتور سمير اول قصائده عن كفرياسيف عام 1955 وبتشجيع من المرحوم الأستاذ مطانس مطانس وتوقف عن الكتابة لانشغاله بعمله الأكاديمي والطبي وتسنى له بين الفينة والأخرى نظم بعض القصائد الى ان عاد لشاعريته بعد خروجه للتقاعد أي بعد خمسين سنة في العمل ليتحفنا بهذا الديوان الجميل بمشاعر واحاسيس مرهفة لم اتوقعها من انسان كان يحاكي الابرة والبنج والدواء ليخاطب الإحساس والمشاعر بحلو الاشعار.
عمل الدكتور سمير بأحاسيس انسانية وارادة مهنية صلبة في عالم الطب وهناك نقطتان مفصليتان في حياته الاولى عملية احياء لامرأة في مستشفى صفد بعد أعلن الطبيب المسؤول عن وفاتها وقال لأهلها سيأتيكم الدكتور توما بشهادة وفاة الا ان إصرار الدكتور ومهنئيه العالية قام بعملية إنعاش اعادتها الى الحياة وعاشت طويلا.
والثانية من منطلق المهنية العالية والأبحاث الطبية العالمية وحصوله على جوائز عديدة ومنها الذهبية صدرت جوائز تحمل اسمه وصورته وتوزع على المتفوقين.
الدكتور سمير متزوج من قدسية وله ولد يدعى عماد ويعمل في العقارات وثلاث بنات منى بروفيسور نهى محامية والثالثة صحفية. ميري ولها شهرة عالمية… وله أربعة احفاد. اهلا بك دكتور سمير في بلدك كفرياسيف بين اهلك وعائلتك واصدقائك وناسك اهلا بك في جمعية ابداع التي دأبت على تكريم الرجال الرجال الذين يستحقون ذلك إضافة الى منهاجها الرسمي في عالم الفن التشكيلي اهلا بك من هيوستن وما قمت به هناك من فتح مدارس خاصة بالعرب اهلا برئيس رابطة الشعراء العرب في هيوستن محافظا على العروبة واللغة والشعر لذا رات جمعيتنا ان تقوم بتقدير اعمالك المهنية والشاعرية بإصدار ديوانك الشعري تحت عنوان ” قصائد من بلاد المهجر ” وتكرميك على انجازاتك وتستحق منا هذا لتكريم المتواضع لأنسان ابداعي في عالم الطب والشعر لك منا خالص الحب والاحترام مع تمنياتنا لك بالصحة والعافية وطول العمر.
ثم كانت مداخلة للدكتور منير توما الذي أشاد به كطبيباً كبيراُ هاماً ترك بصمة هامة في عالم الطب وبشعر البروفيسور سمير محللاً بصورة مختصرة ما ورد في مجموعته الشعرية التي يلتزم ببعض قصائده فيها ببحور الشعر والتفعيلة ثم القى في ختام كلمته قصيدة خاصة بهذه المناسبة .
كما تحدث الأستاذ الكاتب فتحي فوراني صديق البروفيسور سمير منذ خمسة عقود مشيراً الى قدرته وتميزه في كتابة الشعر العربي بطريقة إبداعية راقية يغني المشهد الثقافي الأدبي , والى دوره الطبي المميز وأبحاثه وإنجازاته العظيمة في هذا المجال محلياً وعالمياً .
كما تحدثت بدورها الدكتورة لبنى حديد عن قصائد البروفيسور سمير ومدى تأثره بشعراء كبار عالميين ., وعن سلاسة شعره وجمال فحواه التي تنبعث منه رائحة شوقه وحنينه الى وطنه وأهله وقريته كفرياسيف وعن دورة الريادي الكبير في مجال الطب كونه طبيباً لامعاً اثبت نفسه في مجال تخصصه محلياً وعالمياً .
كما كانت مداخلة للمربية سعاد خازن التي شكرت جمعية ابداع الممثلة برئيسها الأستاذ جورج توما
التي أتاحت لها الفرصة للتحدث وشكرت البروفيسور سمير توما وهنأته بإصدار مجموعته الشعرية وتمنت له دوام العطاء والإبداع .
جدير بالذكر أنه تخلل الأمسية وصلة غنائية طربية للفنانين نبيل عوض وحاتم خوري لاقت اعجاب الحضور . كما كانت مداخلات من البروفيسور سمير توما حيث قام بقراءة بعض من قصائد مجموعته الشعرية أمام الحاضرين . وتم تكريمه بدرع وباقة ورد من جمعية ابداع , توزيع .الديوان على الحضور. وبدوره البروفيسور سمير توما شكر جمعية ابداع برئيسها وهيئتها الإدارية على هذا التكريم من خلال هذه الأمسية الشعرية المميزة .