احتفلت رابطة الفنانين التشكيليين العرب إبداع، يوم 30.6.2007 بتدشين صالة العرض للفنون، الجاليريا التابعة لها في كفر ياسيف. وافتتحت بهذه المناسبة معرضًا لأعمال فنّانيها بعنوان «مكان وجديد».
افتتح الحفل العريف الصحفي نايف خوري معبرًا عن فرحته، لكونه واحدًا من مؤسسي الرابطة وقيامه بالدور الهام من أجل ترويج إبداع إعلاميًا. كما تحدّث السيد عوني توما، رئيس مجلس محلي كفر ياسيف، مهنّئًا المبادرة الثقافية الحيوية لرابطة إبداع، ومعبّرًا عن فخره واعتزازه بمشوارها الإبداعي الفني الرائع على مستوى البلاد.
وحيّا السيد رفول بولس بكلمته الرابطة وأعضاءها، وخصّ بالذكر الفاعلين منهم، وسرد العلاقة القوية والتعاون المشترك بين المركز الجماهيري وإبداع منذ سنين، واعتبرهما جسمًا ثقافيًا واحدًا في كفر ياسيف، المنارة المشعة للوسط العربي عامة. وأشار إلى أن عمل إبداع هو عمل وطني من الدرجة الأولى، لأنه يعبّر عن مكانة فناني الرابطة، ومستوى أعمالهم الراقي دوليًا. وأكّد في كلمته بأن جذور إبداع راسخة في الأعماق، ولن تهزّها أي ريح تهبّ لمحاولة عرقلة عملها.
ثم تحدّث الفنان جمال حسن، الرئيس السابق لإبداع، نيابة عن السيد مصلح قبلان، موضحًا دور إبداع ومشاريعها في الوسط العربي. ونوّه كذلك إلى أن السيدين موفق خوري ومصلح قبلان لهما دور كبير في دعم إبداع مادّيًا ومعنويًا.
واختتم الحفل بكلمة من الفنان إيليا بعيني رئيس رابطة إبداع، مشيرًا إلى دوره الفعّال في الجمعية منذ تأسيسها وحتى اليوم، بمشاركة زملائه الفنانين أعضاء الإدارة في تعزيز مكانة الجمعية ودعمها في الوسط الفني محليًا وعالميًا. وشكر الفنانين جميعًا، وخاصة منظمي المعرض، الفنانين إبراهيم حجازي وسلام منير ذياب، وقال إن صالة العرض ستكون مفتوحة أمام كل الفنانين دون تمييز، ليسهموا بمشاريع ومعارض فنية مختلفة.
ثم القى الصحفي نايف خوري على مسامع الجميع نصّ برقية بعثها السيد نمر مرقس، الرئيس السابق لمجلس محلي كفر ياسيف، متمنّيًا للرابطة النجاح الدائم، وشاكرًا منظمي المعرض، ومطالبًا الجمعية بإحياء ذكرى الفنان الفلسطيني إسماعيل شمّوط، الذي وافته المنيّة السنة الماضية. وختامًا جرى تكريم كل من دعم الرابطة مادّيًا ومعنويًا، وساهم بإنجاح مشروعها.
أما الفنانون المشاركون فهم: إبراهيم حجازي، أحلام جمعة، أسد عزي، إيليا بعيني، جهينة حبيبي قندلفت، جيهان حزان، حنان يوسف، سعيد أبو شقرة، د. سليم مخولي، سلام منير ذياب، سميرة مطانس، سناء راشد، سهاد عنتير طرابيه، صبحية حسن، علا حناوي، عماد خوري، فريد أبو شقرة، كمال ملحم، ليخيا متاني، مارون إلياس وناديا غضبان قادري.
وبمناسبة افتتاح المعرض، فقد صدر كتالوج خاص كتب مقدمته الفنان الشاعر د. سليم مخولي، وجاء فيه: «نحن فناني إبداع، عملنا سويّة كعائلة واحدة منذ سنوات ليكون لنا هذا البيت الدافئ، جاليريا، أو صالة نعرض فيها أعمالنا. ورغم الظروف المالية الصعبة، استطعنا إنجاز هذا المشروع بالمساعدة المعنوية والمادّية من السيد موفق خوري، نائب مدير عام وزارة العلوم، الثقافة والرياضة، والسيد عوني توما، رئيس مجلس كفر ياسيف المحلي، فلهما جزيل الشكر». وأضاف: «عملنا سوية في إبداع، لتخطيط هذا البيت، الذي جاء فريدًا في هندسته ولا مثيل له في البلاد. وكما هو الحال دائما، فكفر ياسيف التي كانت عاصمة الجليل في عهد الانتداب البريطاني، هي الآن سبّاقة في مشاريعها، ومركز حضارة، فمِن هذه القاعة سيشعّ نور الفن بألوانه وأشكاله.
واستعرض الدكتور مخولي أعمال الفنانين المعروضة بمقالة مسهبة بعنوان: «انطلاقة للفن جديدة من «مكان وجديد» في كفر ياسيف»، نوجزها بما يلي:
قيل: إن الحضارة تقاس بالعلم والفن عند الأمم. وأرى أننا نرتفع بعراقتنا مرتقين درجة على الأقل مع هذا الصرح وهذا المعرض فيه. مع هذين الجديدين «قاعة العرض الجديدة» والمعرض الجديد الذي أعطي له اسم مكان جديد أيضا.والجديد الآخر الذي أضيفه انطلاقتنا المتجددة لمتابعة مسيرتنا الفنية خدمة لمجتمعنا في حاضره الآني، ولتكون ركيزة للأجيال اللاحقة مستقبلا.
إن في عملنا هذا تأسيسا فنّيًا نصبو أن يكون واسع الآفاق، له دفؤه وفيه حرارة الانتماء والتواصل، في لحمة حميمية بين ما لنا من تراث ننتمي إليه باعتزاز، وحاضر بكل آلامه وآماله، نرقبه ونعبّر عنه بلوحاتنا الفنية. ننظر إلى مستقبل نريده أجمل وأكمل مما نحن عليه، هذه الرؤية المستقبلية هي التي نريد أن نغرسها في نفس المشاهد، خاصة الجيل الجديد بكل آماله وأحلامه. ولا أكون مبالغًا لو قلت إن هذا العمل يرتقي إلى مستوى العالمية، وهذه ليست شهادتي فحسب إنما قالها بعض الزوّار ودارسي الفن، مبدين إعجابهم وتقديرهم الكبيرين للمعرض والمكان الرائع الذي تمّ العرض فيه.
فماذا تقول لوحات المعرض؟
واحد وعشرون فنانًا من فناني إبداع من أماكن مختلفة في الجليل والمثلث، شاركوا سوية في بناء فسيفساء فنية، كانت في المحصّلة مهرجان ألوان وأشكال ولغات فنية مختلفة، تقول كثيرًا، وفي مواضيع مختلفة، إنسانية واجتماعية وفلسفية، فيها الحبّ والحنان والرهبة والخوف، والقلق الذي يساور الرائي مما حوله، وفيها التحدّي والأمل بمستقبل أفضل وأجمل. لوحات تطلب من الرائي وقفة تأملية، فيسرح في تفكيره وخياله ليرى ما يمكن رؤيته، تقوده الدهشة إلى العودة والنظر من جديد ليكتشف عوالم جديدة. وروعة هذه الأعمال مجتمعة، أنها لعدّة فنانين، كلٌ له رؤيته ونظرته لما حوله، وله أسلوبه الخاص في التعبير عما يريد إظهاره في عمله هذا، ولم يكن هذا التناسق صدفة، فالفنانان إبراهيم حجازي وسلام ذياب، منسّقا المعرض، عملا بجدّ ونظرة فنّية فاحصة في اختيار اللوحات، ليكون المعرض على مستواه العالي الذي نراه!.