جمعية ابداع تفتتح معرضاً مميزاً للفنان زهدي قادري

تقرير : نادرة شحادة 

تصوير : سلام ذياب 

افتتحت جمعية ابداع يوم السبت 6/9/2025 معرضاً مميزاً بعنوان ” أفق مؤجل  ” للفنان زهدي قادري  برعاية رئيس المجلس المحلي السيد عصام شحادة  ومن تنظيم الفنان سلام منير ذياب .

حضر المعرض جمهور مميز من الفنانين من جميع الأطياف , معارف الفنان , أصدقاءه وعائلته , نخبة نوعية من أهل العلم والمعرفة والثقافة الذين يتذوقون الفن على جميع اشكاله وألوانه . 

افتتح المعرض عريف الإفتتاح الأستاذ عبد الخالق اسدي – أبو رامي رئيس جمعية إبداع مرحباً بالحضور ومباركاً للفنان بمعرضه المميز , منوهاً الى هويته الشخصية وعمله الفني الراقي في كتابة التجريد الفلسطيني واللحن الهندسي للحداثة المتأخرة . العنوان تأليف إسماعيل الناشف من مثلث العرب .

هذا الفن الإبداعي التشكيلي عالم قائم بذاته والبنيان له مقوماته وخصوصياته وتعاليمه بأي مكان وله أرضيته الصلبة التي ينطلق منها الفنانون التشكيلييون أمثال زهدي وسلام وآخرون .

هو جزء من ثقافة الناس وممارستهم اليومية وهو يشكّل جزءاً من البيئة التي يعيش فيها الإنسان

وكل الشكر للمنظم الفنان سلام ذياب على تنظيم المعرض . ثم تحدث الفنان سلام قائلاً :

في معرضه الجديد “أفق مؤجَّل”، يفتح الفنان زهدي قادري نافذة بصرية جريئة على واقع القرية العربية المعاصرة . القرية التي كانت رمزاً للانتماء والدفء ، تتحوّل في عينيه إلى فضاء خانق ، مكتظّ ، يقترب أكثر من صورة مخيّم للّاجئين: جدران إسمنتية متزاحمة ، غياب للمساحات الخ قريته نحف في الجليل أصبحت ، كما يشير، نموذجاً مصغّراً حال معظم القرى والمدن العربية ، كتلة إسمنتية تتلاعب الظلال والضوء بين أزقّتها الضيّقة ، وتعكس شعور “اللّاجئ في وطنه” بأبعاده الاجتماعية والجغرافية والسياسية . 

في مواجهة هذا الواقع ، يسعى قادري إلى خلق حالة فنيّة خاصّة عبر الطباعة الحريرية وتقنيات الطباعة والتصوير الفوتوغرافي الكولاجي ، ملتقطاً مشاهد قريته من أعلى نقطة فيها ، ومقابلاً بينها وبين المشهد المغاير لمدينة كرميئيل المجاورة . وبين التناقض والمعاناة ، تظَلّ هناك مواجهة وصمود أمام سياسات تسطيح الحيّز وتراكم المعاناة. 

الصدمة من الحرب المستمرة على غزّة تحضُر أيضًا في أعماله ، ليس بصورة مباشرة ، بل عبْر أطياف الرماديات ، حُبيبات الغبار، كُتل الطّوب والفحم المصلوب ؛ كأنها أثر الخراب وقد تحوّل إلى عناصر تشكيلية تسرد مأساة إنسانية متواصلة . في هذا التوتّر البصَري بين المعاناة والجمال ، بين الطّبقات اللّونية الباهتة والألوان الصارخة ، يبقى الأفق مؤجَّلًا، لكنه يلمع بِوَميض من نور معلّق بين اليأس والرجاء .

كما كانت مداخلة للفنان يوسف الياس قائلاً :

هذا المعرض يعتبر نقطة تحول في مسيرة الفنان زهدي قادري الذي اتخذ من الفن التجريدي 

اسلوبا مميزا خاص به في هذا المعرض قام الفنان بالبحث عن هويته وعلاقته بالمكان والوطن 

من خلال بلده نحف وما يلفت النظر انه تعامل مع الفكره بلغة فنية معاصرة ومركبات فنيه تعتمد على الالوان والخطوط والتشبيهات فيما يخص البيوت، هذه المركبات الفنيه اعطت لنحف بعد ايقوني اذ من خلالها أخذنا نرى بلداتنا العربية جميعاً , وهناك إسقاطات أخرى وتداعيات وصلت غزة مع كل ما تحمله من مشاهد هذا الشعور ينطلق من معظم الأعمال الفنية التي تصور البيوت من أعلى ساعدت في تغذية الشعور البصري وتداعياته .أما الخطوط اللولبية تذكرنا بلعبة إصابة الهدف وما تحمله من دلالات تعكس الواقع الذي نعيش فيه . 

ولا انسى الدور الريادي لكانز المعرض الفنان سلام ذياب الذي أخرج هذا المعرض بهذا الشكل. 

وفي الختام  كانت كلمة صاحب المعرض  الفنان زهدي حيث قال : 

جاءت فكرة المعرض من القرية العربية , حيث أن القرية العربية التي نسكن فيها هي قرية لا تنمو بشكل طبيعي اشبه بمخيم للاجئين نتيجة الإكتظاظ السكاني والمباني , وعدم وجود مساحات للخضار ولا للعمار حال أي قرية في الوسط العربي .

وكنموذج أننا نسكن في قرية نحف , رأيت أن نحف تقع على تلة ورأيت عن بعد عندما صعدت على الجبل كتصوير من الجو كأنه يوجد إيقاع بين الظل والضوء ولا يوجد هرمونيا أو تناسق بين البنايات فعدم التناسق هذا خلق شكل معين , حاولت أن أجد من خلاله جماليات معينة والأشياء التي وجدت هناك هي أشكال استنبطها من القرية مثلا اللولب أو الدائرة أو المربع أو الخطوط . 

المشروع تم بطريقة الطباعة الحريرية أو العادية بالإضافة الى لمسة يدي فوق الطباعة عن طريقة الماكنة 

 خلال المشروع بدأت الحرب , فبعد 6 أشهر عملت هذه اللوحات باللون الرمادي الذي يدل على الدمار الذي حصل في غزة . فاختزلت لون الدم والدمار باللون الرمادي فوضعت الرماد , الباطون والبلوك المكسر . وأيضاً الحرب اللي كانت بلبنان فقد وصلت الصواريخ الى القرية , وفي بعض الأعمال كان كتابات عن الحرب فعرّجت قليلاً لذلك تأثر المشروع بشكل عام بقضية الحرب .